منتديات المعهد التقاني الطبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أيمكن ألا يعرف الواحد منا نفسه!؟

اذهب الى الأسفل

مثبت أيمكن ألا يعرف الواحد منا نفسه!؟

مُساهمة من طرف وجيه الجمعة نوفمبر 11, 2011 2:04 am

أيمكن ألا يعرف الواحد منا نفسه!؟

لقد قال أبوبكر أنه لا يطمئن إلى أنه صار إلى الجنة حتى و لو دخلت إحدى
رجليه الجنة، مادامت الرجل الثانية لم تدخل بعد.. و ذلك خوفا من مكر الله..
خوفا من أن يكشف الله في اللحظة الأخيرة شرا مكتوما في نفسه يدخله به
النار الأبدية.. شرا كان يكتمه أبوبكر في نفسه دون أن يدري به أو يدري عنه.

و تلك هي ذروة التقوى..

خوف الله..

و التواضع و عدم الإطمئنان إلى براءة النفس و نقائها، و خلوها من الشوائب..

و عدم الغرور بصالح الأعمال..

و خوف المكتوم الذي يمكن أن يفتضح فجأة بالامتحان..



لم يكن أبوبكر من أهل الدعاوي..

لم يكن يدعي لنفسه منزلة أو صلاحا..

و إنما كان من أهل الحقائق..



و أهل الحقائق في خوف دائما من أن تظهر فيهم حقيقة مكتومة لا يعلمون عنها شيئا تؤدي بهم إلى المهالك، فهم أمام نفوسهم في رجفة..

و أمام الله في رجفة..

و ذلك هو العلم الحق بالنفس و بالله..

فالنفس هي(( السر الأعظم )).. و هي الغيب المطلسم..

هي غيب حتى عن صاحبها.. لا تنكشف له إلا من خلال المعاناة.. و هي في مكر دائم تظهر وجها من وجوهها، و تخفي ألف وجه..

و الله غيب مطلق و خفاء تام.. و هو سبحانه ذروة المكر إن صح القول..


لماذا وصف الله نفسه بالمكر؟ و قال:

(( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )). (30 – الأنفال).

و ما الفرق بين مكر الله و مكرنا..

و كيف يمكر الله..؟


الله يمكر لإظهار الحقيقة..

و نحن نمكر لإخفائها..

و لهذا كان مكر الله خيرا كله، و مكرنا سوءا كله..

مكر الله نور و مكرنا ظلمة..

مكر الله عدل و مكرنا ظلم



لــ:
د. مصطفى محمود
وجيه
وجيه
مشرف عام
مشرف عام

تاريخ التسجيل : 12/09/2010

عدد المساهمات : 769

المزاج : إلى اللانهاية ومابعدها ...

الجنس : ذكر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى