فيروس يتطفل على جراثيم !!
صفحة 1 من اصل 1
فيروس يتطفل على جراثيم !!
إعداد/عبير فارس
من العلاجات المهمة في الإنتانات الجرثومية والتي قد يجهلها الكثير وحتى
ممن يعمل في المجال الطبي بحكم عدم استخدامها في الحقل الطبي هو العلاج
بواسطة "آكلات الجراثيم " وهي فيروسات تتطفل على الجراثيم فتتكاثر بداخلها
وتفجرها وتقضي عليها , ويكون هذا التكاثر مرتبطًا بوجود الجراثيم المستهدفة
بحيث يتلاشى هذا الفيروس تلقائيا من جسم المريض بمجرد قضائه على العائل "
الجراثيم " .
من المعروف أن الفيروس لابد له من وجود خلايا حية ليعيش معتمدا عليها وقد
تكون هذه الخلايا إما بشرية ,حيوانية أو جرثومية كما في هذه الحالة ,
وتستطيع الفيروسات آكلة الجراثيم اختراق جدار الجراثيم بواسطة تركيبة إبرية
تشبه إلى حد كبير الإبرة المخصصة لحقن الجلد. وهذا التركيب يتكون من رأس
دائري الشكل يحتوي على الحمض النووي وعصا مجوفة تشبه الذيل مكونة من
بروتين. وعند تثبت آكلة الجراثيم بجدار خلية الجرثوم المستهدف , و يخترق
الذيل جدار الخلية الجرثومية ومن ثم يتحرك الحمض النووي الموجود في الرأس
عبر الذيل إلى داخل الجراثيم مطالباً إياها بمضاعفة أعداده.
والجدير بالذكر هنا أن هذا العلاج يعتبر متخصصًا لدرجة كبيرة، فلكل نوع من
أنواع الجراثيم مستقبلات خاصة تقابلها آكلات جراثيم متخصصة قادرة على
الارتباط بها، لتتمكن الأخيرة من دخول الجراثيم وأداء عملها بفعالية .
تاريخ ظهور العلاج :
اكتشف هذا العلاج في القرن الماضي حيث أشارت تقارير موثقة إلى وجود مياه
نهرية ذات تأثير علاجي على بعض الأمراض كالجذام , ففي عام 1896 أشار العالم
إرنست هنكن إلى أن هناك شيئا ما في مياه نهر" الغانج " ونهر" يمنا" في
الهند ظهرت قدرتُه كمضاد حيوي ضد الكوليرا , وفي عام 1915، اكتشف عالم
الأحياء الدقيقة فريدريك تورت ومدير مؤسسة براون للأبحاث في لندن عاملًا
صغير الحجم قادرًا على مهاجمة الجراثيم وقتلها.
في عام 1923، تم إنشاء معهد إليافا في تبليسي في جورجيا، لغايات الأبحاث
حول هذا العلم الجديد ووضعه في حيز التطبيق العملي. في عام 1969 حاز كل من
ماكس دلبروك وألفرد هيرشي وسلفادور لوريا على جائزة نوبل في الطب،
لاكتشافاتهم المتعلقة بآلية تكاثر الفيروسات ومحتواها الجيني.
ويُقدرُ أن آكلات الجراثيم هذه من أكثر الكائنات الحية شيوعًا على سطح
الأرض ،ويمكن إيجاد العديد منها في الأماكن التي تحتوي على مضيف جرثومي
كالتربة أو حتى أمعاء الإنسان. وتعتبر مياه البحر إحدى أكثر البيئات احتواء
على هذه الكائنات، إضافة إلى ما يتم تصنيعه في المختبرات المتخصصة.
إمكانية استخدامه في المستشفيات :
رغم مرور قرن على اكتشاف هذا العلاج، ومرور ما يقارب التسعين عامًا على
فكرة استخدامه، ما زال غير مستخدمٍ في المستشفيات!! و ذلك يعود لأسباب
عديدة أهمها هو أن السلطات التنظيمية الأوروبية مترددة حيال الإقرار
باستعمال آكلات الجراثيم كبديل للمضادات الحيوية إذ إن هذه الفيروسات
"الصديقة" كائنات حية، أي أنها خاضعة لسلسلة من التغييرات داخلها، لا يمكن
التحكم بها بالكامل. وبما أنها موجودة في الطبيعة فإننا غير قادرين على
الحصول على براءات اختراع بها، ومع ذلك فإن الشركات الصيدلانية لم تقل بعد
كلمتها الأخيرة .
آكلات الجراثيم والجراثيم المقاومة:
تعتبر آكلات الجراثيم أكثر فعالية من المضادات الحيوية في حالة الجراثيم
المقاومة، وذلك بسبب أن هذه الفيروسات تستخدم كخليط من عدد من الفيروسات
"من 3 إلى 6" التي تصيب نوعاً واحداً من الجراثيم وذلك لتجنب حدوث الطفرات
المقاومة من الجراثيم، فإذا حدثت طفرة وقاومت الجراثيم فيروسًا معينًا،
تصاب بالآخر، بعكس المضادات الحيوية التي من السهل أن تنتج الجراثيم سلالات
مقاومة ضدها.
ما الفرق بين آكلات الجراثيم والمضادات الحيوية:
في دراسة أقيمت على 340 مريضًا مصابين بجراثيم " Staph aureus" ,تم علاج
المجموعة الأولى " 223 مريضًا" بآكلات الجراثيم، وخضع بقية المرضى الـ
117 للعلاج باستخدام المضادات الحيوية. وقد أثبتت المحصلة النهائية لهذه
الدراسة شفاء 82% من المرضى الذين خضعوا للعلاج بآكلات الجراثيم مقابل شفاء
64% من مستخدمي المضادات الحيوية .
من العلاجات المهمة في الإنتانات الجرثومية والتي قد يجهلها الكثير وحتى
ممن يعمل في المجال الطبي بحكم عدم استخدامها في الحقل الطبي هو العلاج
بواسطة "آكلات الجراثيم " وهي فيروسات تتطفل على الجراثيم فتتكاثر بداخلها
وتفجرها وتقضي عليها , ويكون هذا التكاثر مرتبطًا بوجود الجراثيم المستهدفة
بحيث يتلاشى هذا الفيروس تلقائيا من جسم المريض بمجرد قضائه على العائل "
الجراثيم " .
من المعروف أن الفيروس لابد له من وجود خلايا حية ليعيش معتمدا عليها وقد
تكون هذه الخلايا إما بشرية ,حيوانية أو جرثومية كما في هذه الحالة ,
وتستطيع الفيروسات آكلة الجراثيم اختراق جدار الجراثيم بواسطة تركيبة إبرية
تشبه إلى حد كبير الإبرة المخصصة لحقن الجلد. وهذا التركيب يتكون من رأس
دائري الشكل يحتوي على الحمض النووي وعصا مجوفة تشبه الذيل مكونة من
بروتين. وعند تثبت آكلة الجراثيم بجدار خلية الجرثوم المستهدف , و يخترق
الذيل جدار الخلية الجرثومية ومن ثم يتحرك الحمض النووي الموجود في الرأس
عبر الذيل إلى داخل الجراثيم مطالباً إياها بمضاعفة أعداده.
والجدير بالذكر هنا أن هذا العلاج يعتبر متخصصًا لدرجة كبيرة، فلكل نوع من
أنواع الجراثيم مستقبلات خاصة تقابلها آكلات جراثيم متخصصة قادرة على
الارتباط بها، لتتمكن الأخيرة من دخول الجراثيم وأداء عملها بفعالية .
تاريخ ظهور العلاج :
اكتشف هذا العلاج في القرن الماضي حيث أشارت تقارير موثقة إلى وجود مياه
نهرية ذات تأثير علاجي على بعض الأمراض كالجذام , ففي عام 1896 أشار العالم
إرنست هنكن إلى أن هناك شيئا ما في مياه نهر" الغانج " ونهر" يمنا" في
الهند ظهرت قدرتُه كمضاد حيوي ضد الكوليرا , وفي عام 1915، اكتشف عالم
الأحياء الدقيقة فريدريك تورت ومدير مؤسسة براون للأبحاث في لندن عاملًا
صغير الحجم قادرًا على مهاجمة الجراثيم وقتلها.
في عام 1923، تم إنشاء معهد إليافا في تبليسي في جورجيا، لغايات الأبحاث
حول هذا العلم الجديد ووضعه في حيز التطبيق العملي. في عام 1969 حاز كل من
ماكس دلبروك وألفرد هيرشي وسلفادور لوريا على جائزة نوبل في الطب،
لاكتشافاتهم المتعلقة بآلية تكاثر الفيروسات ومحتواها الجيني.
ويُقدرُ أن آكلات الجراثيم هذه من أكثر الكائنات الحية شيوعًا على سطح
الأرض ،ويمكن إيجاد العديد منها في الأماكن التي تحتوي على مضيف جرثومي
كالتربة أو حتى أمعاء الإنسان. وتعتبر مياه البحر إحدى أكثر البيئات احتواء
على هذه الكائنات، إضافة إلى ما يتم تصنيعه في المختبرات المتخصصة.
إمكانية استخدامه في المستشفيات :
رغم مرور قرن على اكتشاف هذا العلاج، ومرور ما يقارب التسعين عامًا على
فكرة استخدامه، ما زال غير مستخدمٍ في المستشفيات!! و ذلك يعود لأسباب
عديدة أهمها هو أن السلطات التنظيمية الأوروبية مترددة حيال الإقرار
باستعمال آكلات الجراثيم كبديل للمضادات الحيوية إذ إن هذه الفيروسات
"الصديقة" كائنات حية، أي أنها خاضعة لسلسلة من التغييرات داخلها، لا يمكن
التحكم بها بالكامل. وبما أنها موجودة في الطبيعة فإننا غير قادرين على
الحصول على براءات اختراع بها، ومع ذلك فإن الشركات الصيدلانية لم تقل بعد
كلمتها الأخيرة .
آكلات الجراثيم والجراثيم المقاومة:
تعتبر آكلات الجراثيم أكثر فعالية من المضادات الحيوية في حالة الجراثيم
المقاومة، وذلك بسبب أن هذه الفيروسات تستخدم كخليط من عدد من الفيروسات
"من 3 إلى 6" التي تصيب نوعاً واحداً من الجراثيم وذلك لتجنب حدوث الطفرات
المقاومة من الجراثيم، فإذا حدثت طفرة وقاومت الجراثيم فيروسًا معينًا،
تصاب بالآخر، بعكس المضادات الحيوية التي من السهل أن تنتج الجراثيم سلالات
مقاومة ضدها.
ما الفرق بين آكلات الجراثيم والمضادات الحيوية:
في دراسة أقيمت على 340 مريضًا مصابين بجراثيم " Staph aureus" ,تم علاج
المجموعة الأولى " 223 مريضًا" بآكلات الجراثيم، وخضع بقية المرضى الـ
117 للعلاج باستخدام المضادات الحيوية. وقد أثبتت المحصلة النهائية لهذه
الدراسة شفاء 82% من المرضى الذين خضعوا للعلاج بآكلات الجراثيم مقابل شفاء
64% من مستخدمي المضادات الحيوية .
DREAM MAN- مدير موقع المعهد الطبي
- تاريخ التسجيل : 25/01/2010
عدد المساهمات : 533
المزاج : رايق
الجنس :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى